Press "Enter" to skip to content

الست فوزية

الست فوزية جدتي كانت جميلة. عيون خضراء و شعر ابيض بحكم السن بس اعتقد كان اصفر في شبابها. البيت كان دور ارضي ، تقف في البلكونة لمدد طويلة، البلكونة في هذا الوقت كانت وسيلة تبادل المعلومات و الاسرار عن بيوت الجيران. كان لها مصادرها من سيدات الجيران. لا اعتقد بغرض النميمة بقدر انه كان التسلية الوحيدة و وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي. لما كانت تحتاج معلومة معينة من جارة معينة، معندهاش مشكلة تبعت حد من الاحفاد يروح يجيب الجارة عندها للاستجواب. شبكات تواصل اجتماعي من ستينات القرن الماضي.

اما عن شبكات التكافل الاجتماعي فحدث كما تشاء.

احفادها كانوا هم الحمام الزاجل، ساعات لتوصيل شهرية نقدية معينة لجارة ، ساعات لتبليغ المعنية انها تروح لجدتي عشان تاخد حاجة معينة. دا غير تنظيم حملات تجميع فائض ملابس. شبكة متاكملة.

جدتي لها نوادر كتير، عمري ما شفتها نازلة السوق. كان فيه بائع خضار متجول اسمه عم محسن، راجل ضخم كبير بعربية الخضار اللي بيزقها بنفسه، معندوش حمار، “هو انا حاكل انا ولا الحمار”

صيفا و شتاءا هذا الروتين لا يتغير ، يصل محسن و يطلب مية يشرب، لازم تكون في كوز الحمام. كانت تشخط فينا لو حاولنا نجيب له مية في كوباية. محسن نفسه شخط فينا ، هو كيفه كدا، مايتكيفش غير من الكوز. مرة قررت انا كمان اشرب من الكوز ، ماكررتهاش تاني.

جدتي كان لها رحلة سنوية الي منطقة بحري لزيارة بيت العيلة القديم اعتقد لاخراج الزكاة.

وانا في ثانوي، كنت بمشي من البيت للمدرسة، ولما الجو يدفي قررنا نرجع من المدرسة مشيا للبيت علي الكورنيش. يشاء الله انه في احد الايام وانا راجع علي البحر تكون جدتي راكبة تاكسي رايحة مشوار بحري السنوي وتشوفني.

تحس يا محترم انها قفشتك في بيت سيء السمعة مثلا . طبعا انا روحت و مش في بالي ، امي سألتني لوكنت مشيت علي البحر، و طبعا انا نفيت التهمة، (الي الان معرفش فين التهمة).

اعتقد جدتي حست انها سببت لي مشكلة ، بعد اسبوع قررت تمنحني ٥ جنيه بدون اي سبب، كانت احلي ٥ جنيه.

اشكرك يا جدتي

انا سامحتك

#برديسيات

#حكاوي_جدتي