Press "Enter" to skip to content

المنجد

الست فوزية جدتي كان لديها طقس سنوي مفضل لنا جميعا، نحن الاحفاد العفاريت. يأتي الي البيت الكبير عم خميس المنجد. في هذا اليوم تشعر بالمناخ مختلف. في البيت هرج ومرج، جميع المراتب والمخدات مجمعة في حجرة واحدة.

الست فوزية متأهبة لوصول عم خميس المنجد وصبيه، بينما جدي حسن بيه يبدو متذمراً وغير راض عن هذا الهرج والمرج السنوي.

ويأتي عم خميس المنجد ويفترش البلكونة القبلية. ينشر ادواته ويشرع في العمل. يكون هذا اليوم مرتعا خصبا للعب فمنا من يقفز ويلهو علي تل المراتب التي لم تفتح ، بينما البعض الاخر يمرح ويقفز في وسط اكوام القطن.

نصل دائما الي ذروة التشويق حين يبدأ عم خميس في عزفه المنفرد علي جيتار التنجيد، فجأة ينصت كل الاحفاد العفاريت و يجلسون في نصف دائرة امامه فاغرين افواههم. لسبب ما كنا منبهرين بهذا الجزء من العملية التنجيدية.

كما ذكرنا زيارة عم خميس المنجد كانت سنوية ودائما في الربيع من كل عام، عام يتعامل مع المراتب و عام مع المخدات والاغطية الشتوية (اللحاف).

عام المراتب هو الافضل لنا، حين تعود المراتب الي أسرّتها، تكون طرية منفوشة و تكون مناسبة للقفز عليها ، ولا يسلم الامر من زعيق من الجدة الجميلة لزوم الحزم.

بسبب قرب منزلنا من بيت الجدة فوزية فكان لابد من زيارات عم خميس المنجد الي منزلنا لتطبيق نفس الطقس، لم نستمتع به بنفس درجة استمتاعنا في بيت الجدة. ولطالما كرهنا المخدات بعد تنجيدها لانتفاخها الغير مناسب لروؤسنا الصغيرة ولكن ماباليد حيلة.

ايامٌ جميلة لاتنسي

#برديسيات

#جلدة_الكتاب