Press "Enter" to skip to content

عم شطة بتاع اللب

Last updated on August 1, 2022

عم شطة بتاع اللب

عم شطة يحمل معه سبتا كبيرا من الخوص مغطي بقماش ابيض خفيف ، يحتوي علي مختلف انواع اللب و السوداني

عم شطا من اسوان، من بدايات الصيف ينزح من بلدته اسوان الي شرق الاسكندرية، معه القليل من المتعلقات الشخصية متمثلة في جلبابين علي الاكثر كلاهما ناصع البياض في نفس درجة لون ذقنه

.اختار له مكانا ما في سيدي بشر حيث حركة المصطافين علي اشدها من منتصف النهار الي منتصف الليل، الملفت انه اختار مكانا ليس علي الشاطئ، اختار ان يبيع بضاعته في خالد بن الوليد الذي كان آنذاك معروفا بوجاهته

.تجده طوال اشهر الصيف جالسا علي كرسي البحر القماش الصغير بدون ظهر و امامه السبت الضخم. يأتي اليه السكندري قبل المصطاف، بضاعته قد تجدها عند اي بائع، لكن تجاذب اطراف حديث شيق تجده فقط مع عم شطة

كان يحلو لخالتي الاصغر والاقرب الي عمرنا، ان تشتري منه بانتظام، تأخذنا في يدها و نمشي الي حيث يجلس، وتشتري منه السوداني المملح الذي اشتهر به.بحلول شهر سبتمبر، تبدأ علامات انتهاء صيف وبوادر الخريف وكأنها اشارة لعم شطة بان يشد الرحال الي اسوان

ويمر خريف ويأتي وراءه شتاء، وتبدأ الاسكندرية تعود لاهلها

ومع بوادر ربيع جديد، ينفض عم شطة تراب بياته الشتوي في قريته الاسوانية، ويتجه الي معشوقته السكندرية من جديد. الي ان يأتي يوم ولا يستطيع عم شطة ان ينفض التراب عنه، فالتراب هذه المرة مختلف، فهو تراب لا ينفض

لم يجرؤ احدا من الباعة ان يجلس في مكان عم شطة وبقي شاغرا الي يومنا هذا. ومرت سنوات و سنوات و الطفل الذي كان يذهب مع خالته لعم شطة ، اصبح شاباً وسأل خالته عن عم شطة، تنهدت وقتها وقالت انها مازالت تفتقده..

تري هل هناك من يتذكر عم شطة بعد كل هذه السنوات

#برديسيات

# ذكريات_لم_تمت