Press "Enter" to skip to content

مكنه الحلاقة

جدي حسن بيه، كان برنس في نفسه. ذكرياتي معه كثيرة، ربما لاني كنت طفل مشاغب ، اغلب الظن لان بحكم قرب منزلنا من منزل جدي، كان سهلا علي ان امشي الي بيت العيلة.

حكيت لكم قبل كده، جدي درس الرياضيات لاجيال كثيرة حتي المعاش. بمجرد خروجه الي المعاش، علق البدلة في الدولاب ، واصبحت تظهر مرة واحدة شهريا لقبض المعاش. اصبحت البيجامة هي الزي الرسمي مصحوبة بالروب الصوف في فصل الشتاء. بحكم العقلية الرياضية المنظمة، كان سابق زمنه،

روتين يومه لايتغير ، كان مزاجه ان يحلق ذقنه يوميا، مش في الحمام كباقي البشر، كان يحلق ذقنه جالسا في حجرة السفرة، يجيب طبق معدني فيه ماء دافئ، و تظهر عدة الحلاقة العتيقة. اصبع صابون الحلاقة ومعاه فرشاة الذقن ذات اليد الخشبية ، اما عن مكنة الحلاقة الجيليت فحدث ولاحرج وطبعا يجيب الشبّة و يحطها علي دقنه وكانه عريس في ليلة فرحه.

تمر الايام و السنين و يذهب البيت الكبير و اصحابه وتبقي مكنة الحلاقة بامواسها القديمة ، لامعة لم يمسسها الصدأ. ما ان افتح هذه العلبة الا و اكاد ان اري جدي مجددا يحلق ذقنه بنفس الماكينة.

وطبعا بعد الانتهاء من الروتين اليومي ، يبدا في اعادة كل شيئ الي مكانه في انتظار يوم جديد

#برديسيات