عندما توفي والده، تحمل مسئولية أمه و اخته، كان في السنة الاخيرة من دراسته الثانوية، انهار حلمه الجامعى بطبيعة الحال. آثر انيلتحق بمعهد متوسط كي يستطيع ان يحصل علي عمل لكفالة الاسرة فمعاش الاب بالكاد يكفى.
استطاع ان يجد العمل المناسب في احدي المصالح الحكومية في مدينته الساحلية. احتوي أخته و بث فيها ما استطاع من طاقة و تحفيذكي تحقق حلمه الذي تبخر. بالفعل تفوقت اخته الجميلة و التحقت بالجامعة.
لم يكن فقط اخاً لها ، كان ايضا اخاً لكل اصدقائها، الفارق السني كان يسمح بهذا.
لم يسمح لقلبه ان يعطل ماقد رسمه لحياته، كان قنوعا لاكثر درجة، الي ان وقعت عينيه علي صديقة جديدة لاخته، تصغره بخمسة عشر عاماعلي الاقل
احس بنقائها وطهرها، بل بعفويتها. كانت تتعامل معه علي طبيعتها.
حاول قدر امكانه ان يخفي عنها مشاعره لكن حس الانثى نادرا مايخيب، احست بمشاعره تجاهها قاومتها و لم تستطع.
تبادلا المشاعر الراقية، في قرارة نفسه كان موقنا بعدم جدوي العلاقة، فارق السن بينهما كبير بالاضافة
الي الفارق الاجتماعي.
تعود صديقنا ان يواجه اموره بطريقة مباشرة. حين تواجهه مشكلة ما، دائما يحاول ان يضع حلولا جذرية. تكون المشكلة اسهل عندما يكونالحل نابعا من داخلنا .
أي حلول يبحث عنها، لابد وان يكون صريحا مع نفسه.
لن ترضي به اسرتها، ليس لديه مايقدمه ، فمازال كاهله مثقلا بألتزاماته تجاه أمه و اخته
اتفق مع فتاته ان يبقي معها يساعدها للوصول الي ماتتمناه و تستحقه. ظلل عليها بقلبه وظل يشجعها علي فتح قلبها و ان تبحث عن حبعمرها.
مزحت معه كثيرا انه يبحث لها عن زيجة مناسبة، هل هي محاولة غير مباشرة منه للانتحار؟
بالطبع حاولت كثيرا ايهامه بأنها ستنتظره، اقنعها الا تفعل، عمرها سيضيع. هو لن يذهب بعيدا فهو قد وعدها بأن يمون ملاكها الحارسعن بعد، فقط تحتاجه و ستجده قريبا.
طلبت منه ألا يرتبط، تريده في فلكها و مدارها. اعترفت انها انانية منها، هي ستبدأ حياة مع أحدهم و ما ذلك لاتراه حق له. لم يكنموضوعاً قابل للمناقشة، هو موقن ان قلبه لن يفتح مرة ثانية.
هذا لا يمنع ان يداعبها في اوقات التقارب موحياً انه سيبدأ يبحث عن حب، تثور حبيبته و تتوعده ان فعل.
الي ان يأتى يوم و تخبره بانه قد تحدد موعد زواجها، طلب منها ألا تبوح باسمه او بأي تفاصيل. اراد ان يرسم صورتها يوم زفافها. بطبيعة الحال لن يذهب الحفل.
جاهد كثيرا في ان يجبر نفسه الا يفكر فيها هذه الليلة،
دفن نفسه مع ذكرياته كنعامة احست بالخطر فدفنت رأسها في الرمال.
النعام يدفن رأسه في الرمال عند الخطر، لا تكن كالنعام… فالنعام لا يصعد الجبل.
#برديسيات